التعليم الإلكتروني‏..‏ ثورة جديدة في التعليم‏!‏

شباب وتعليم

44836 ‏السنة 133-العدد 2009 سبتمبر 8 ‏18 من رمضان 1430 هـ الثلاثاء





التعليم الإلكتروني‏..‏ ثورة جديدة في التعليم‏!‏
كتب : وجيه الصقار

بعد الثورة التعليمية العالمية في كل المجالات أصبح لزاما علينا أن نلاحق هذا التقدم الخطير في التعليم وبكل الوسائل لنتخطي مرحلة التعليم التقليدي وفكره الذي لم يعد يصلح للنهضة في المرحلة المقبلة لاختلاف المفاهيم والوسائل والأهداف‏,‏ وهذا ما يفتح الباب لضرورة دخول التعليم الالكتروني ليحل بدلا من التقليدي‏,‏ وبرغم أننا قطعنا شوطا في ادخال أجهزة الحاسب الآلي بالمدارس إلا أننا مازلنا معزولين بدرجة كبيرة عن احداث الثورة التعليمية المطلوبة في التعليم‏.‏

تؤكد ذلك الدكتورة ريما سعد الجرف‏,‏ مشيرة إلي أن أجهزة الحاسب ساهمت في جميع عمليات التعليم والتعلم في العالم‏,‏ وأصبح المعلمون والطلاب في مختلف المراحل بالدول المتقدمة يستخدمون الانترنت والفصول والمعامل بالوسائط التعليمية في التعلم وبما يسمي بالتعليم عن بعد وبما يفيد الطالب العادي أو حتي المعاق سمعيا وبصريا أو ذهنيا‏,‏ فالطالب بالتعليم الالكتروني يستخدم مهارات كثيرة في التعامل مع المادة التعليمية المستحدثة ويكتسب مهارات الاستماع والقراءة والكتابة والاملاء والقواعد والمفردات والنطق واستخدام القواميس ودوائر المعارف‏,‏ ويصحح أخطاءه اللغوية والنحوية‏,‏ كما يمكنه أن يجري حوارات مباشرة بالانترنت مع المدرسين والزملاء والخبراء ويتعرف علي آخر الابحاث من المؤتمرات العلمية لأن الكتاب التقليدي لم يعد هو حدود العلم فقط‏.‏

وأشارت إلي أن الوسائل الحديثة في التعليم تتطلب تعديل سياسة التعليم جذريا علي مستوي المدارس والجامعات بحيث تصبح التكنولوجيا أداة أساسية في التعليم‏,‏ وتشكيل لجان لمتابعة التنفيذ والبدء باستخدام الامكانات المتاحة ومن خلال خطة أمنية‏,‏ مع انشاء بنية تحتية لتوفير متطلبات التطور مع تدريب الطلاب والمعلمين علي استخدامات الحاسب وتوظيفها في التعليم حيث تبين من دراسة أن أساتذة الجامعة الذين يستخدمون الانترنت لايزيدون علي‏20%‏ بينما‏50%‏ لايستطيعون استخدام الحاسب الآلي علي الاطلاق و‏30%‏ يستخدمونه في طبع اختبارات‏.‏

وأضافت أن الدراسات الحديثة أثبتت ان استخدام الانترنت وبرامج الحاسب والحاسب ذي الوسائط التعليمية المتعددة في تدريس المواد الدراسية كانت له آثار ايجابية في عمليتي التعليم والتعلم‏,‏ وزاد دافع الطلاب للتعلم‏,‏ وأتاح لهم فرصا للاطلاع علي كثير من المصادر والقدرة علي المناقشة وحل الواجبات الكتابية وأن الطلاب يعتبرون الحصول علي المعلومات من الانترنت أفضل من الأنشطة التعليمية وبشرط ان يكون المعلم متقنا للتعامل مع النت وكيفية توظيفه للشرح والتعليم لادارة نقاش مفتوح مع جميع الطلاب في مواقع مختلفة‏.‏

وتقترح الباحثة عدة خطوات لدخول مرحلة التعليم الالكتروني بالبدء في حصر حاجات المعلمين الذين يحتاجون الدراسة الالكترونية وتوفير الحاسب الآلي لكل منهم ودورات تدريبية وتلقي دورات لاتفاق مهارات الحاسب وكل برامجه ثم وضع الأهداف العامة للبرنامج من خلال تنمية قدرات المعلم في برامج التصفح ومحركات البحث والبحث عن موضوع علي النت‏,‏ وتحميل برنامج عليه واستخدام البريد الالكتروني وارسال رسائل للطلاب واجراء حوارات معهم عبر الشبكة وطرق استخدام القواميس ودوائر المعارف والبرامج التعليمية ودخول المواقع المناسبة للعملية التعليمية وبرامجها المستحدثة‏,‏ والقدرة علي تصميم الاختبارات بالبرنامج الخاص بذلك وتصميم الدروس والمقررات‏.‏

وتأتي المرحلة الثالثة بتحديد مستويات التدريب حسب قدرات ومهارات وخبرات المعلم في استخدام الحاسب والانترنت‏,‏ منها المستوي الأول للتدريب علي المبادئ المختلفة وتخزين المعلومات وحفظ المواقع والبريد الالكتروني‏,‏ والمستوي الثاني باستخدام بعض القوائم البريدية الخاصة بالمادة التي يدرسها واستخدام مواقع الاختبارات والاسئلة علي النت‏,‏ واستخراج نماذج لدروس المادة‏,‏ أما المستوي الثالث وهو المتقدم فيتدرب المعلم علي قص أو نسخ الصور من موقع لآخر والانتقال بين عدة برامج وتشغيل الأجهزة والطابعات والسماعات واصلاح الأعطال وتشغيل البرامج وتصميم الاسئلة والاختبارات بالبرامج المتخصصة والدروس والمقررات‏.‏

وطالب الدكتور محمد الهادي استاذ الحاسب الآلي بأكاديمية السادات بضرورة تخصيص ميزانية للتدريب وأن يسهم فيها المعلمون بمبالغ رمزية‏,‏ مع توفير البرامج والمصادر والامكانات للتدريب بدءا من توصيل النت إلي المدرسة أو الجامعة‏,‏ وتوفير مراجع وإعداد دليل أو كتيب خاص بالانترنت ومصادره المواقع المفيدة للمعلم وتحديد مكان للتدريب‏,‏ وموعد للبرنامج التدريبي يكون مناسبا للمعلم‏,‏ مع استمرار التدريب طوال العام الدراسي‏,‏ واختياره علي يد متخصصين في الحاسب الآلي وتهيئة المدرس بتعريفه بأهداف التدريب وبرامجه مع تعيين منسق للبرنامج التدريبي للاشراف علي مراحل التدريب‏,‏ وتقديم الدعم الفني للمعلمين في أثناء وبعد التدريب‏,‏ ومتابعة وتقويم نتائج التدريب من خلال تقرير أسبوعي يقدم عن ايجابيات التعليم الالكتروني‏,‏ وتقديم شهادات للمعلمين المجتازين للاختبارات والتدريبات مع ضرورة استمرار عملية التدريب لملاحقة تطوير التعليم الالكتروني لتكون هناك ثورة حقيقية في تعليم المواد الدراسية ومواكبة العصر‏,‏ مع توفير برامج مستمرة للتطبيقات المتجددة‏.‏
منقول من جريدة الجمهورية للكاتب وجيه الصقار